گزارشی از گنبد و بارگاه ملکوتی ائمه اربعه بقیع علیهم السلام؛
به قلم علامه میرحامد حسین رحمه الله به تاریخ ۱۱ ذی القعدة ۱۲۸۲ ه. ق (بخشی از سفرنامه حج علامه):
والتاريخ الحادي عشر من ذي القعدة يوم الخميس:
رُحتُ فيه بعد مضيّ ثُلثٍ من اليوم بل أزيد إلى البقيع حتّى أزور أئمّة البقيع عليهم السلام فألفیتُ باب روضة مصكوكاً فتأسّفت، وعجبت من شدّة عداوة هؤلاء وكثرة تعصّبهم وعظم عنادهم، وقد كان أبواب بعض الروضات مفتوحاً فزُرناها، مثل روضة عقيل، وفيه عبداللّه بن جعفر وحارث، وروضة إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللهعليهوآله ، وروضة حليمة، وروضة عاتكة، وصفيّة، وقد كان باب بيت الحزن أيضاً مصكوكاً، وقعدت على عتبة روضة أئمّة البقيع عليهم السلام وبكيت واستغفرت ودعوت، وقرأت دعاء «يا مَن تحلّ به عُقَد المكاره…» إلى آخره، ثمّ رجعت.
ومن عجب تعصّب هؤلاء أنّهم لم يكتبوا على باب هذه الروضة المقدّسة أسماء الأئمّة عليهم السلام، بل كتبوا عليه هكذا: «روضة عبّاس عمّ الرسول صلى الله عليه وآله وأهل البيت». وبعدما زال الشمس، وجاء على الزوال نحو ساعتين رُحنا مرّةً اُخرى إلى البقيع مع أحمد أمر اللّه، فإنّه قال: إنّ الباب الآن مفتوح، ويُصكّ بعد العصر، فلمّا وصلنا إلى البقيع رأينا الباب مفتوحاً، وخدّام هذه الروضة المقدّسة يأخذون من كلّ إنسانٍ يدخل فيها خمسة قروشات، فأعطينا ودخلنا، وكان ناس قبلنا واقفين على الباب، وبعضهم داخلين.
فلمّا دخلنا رأينا ضريحاً عظيماً في جوفه قبر عبّاس على حِدة عليها قبّة، وقبّة فيها قبور الأئمّة الأربعة عليهم السلام أعني الحسن، وعليّ بن الحسين ومحمّد بن علي الباقر وجعفر بن محمّد الصادق عليهم السلام، فرأيت هناك من يزور ويبكي، فظننتُ أوّلاً أنّه بعض من أهل الخلاف، ولعلّهم أيضاً يبكون، ولكن قال بعد ذلك بعض الرجال إنّهم كانوا من أهل الحقّ.
وبالجملة لم يكن هناك مانع ومزاحم، فقرأت زيارة أئمّة البقيع المأثورة أوّلاً عن ظهر القلب، وأخذني هناك من البكاء والتضرّع، بلطف اللّه تعالى وحُسن توفيقه، ما كاد أن يضغط قلبي، ويزهق معه روحي، فشكرتُ اللّه على ذلك، ومرّ على بالي أن أدعو اللّه أن يقبض روحي على تلك الحالة، فأحجمتُ مخافة ذنوبي، ولعلّ اللّه يوفّقني بعد ذلك للتدارك والتلافي، مع أنّ الحجّ بعد لم اُؤدّه، وقد كنت أوّلاً أبكي سرّاً، ظنّنا أنّ الزائرين هم أهل الخلاف، ولمّا فلّوا وراحوا ازددتُ البكاء، وقرأ الملّا باقر العجمي الزيارة الكبيرة الجامعة بالإجهار، وإنّي أيضاً لمّا فرغتُ من صلاة الزيارة قرأت الزيارة الجامعة.
وحسن لي بلطف اللّه وحسن توفيقه في هذا اليوم انشراح قلب، وتوجّه خاطِر، وقلّة كآبة، وقلق كامنٍ، وشدّة أسی مزعج كان بالبال؛ لشدّة تعصّب أهل الخلاف. وروضة أئمّة البقيع ليس عليها شيء من زبرج العمارة وزخرفتها، وليس فيها شيء من آلات الزينة، وهذا أيضاً من أعظم دواعي التوجّه والخشوع والخضوع، ويظهر من زيارة هذه الروضة المقدّسة، شدّة تعصّب هؤلاء وقلّة احتفالهم بالأئمّة عليهم السلام عياناً وجهاراً وقد أردنا أن نزور أئمّة البقيع عليهم السلام كلّ يوم إن شاء اللّه تعالى، ونُعطي الخدَمة خمسة قروش إزاء كلّ إنسان، ولعلّ اللّه يوفّقنا لذلك ولكثرة الدّعاء والاستغفار هناك.
نسخه قدیمی سفرنامه ؛ موجود در بانک نسخ دبیرخانه کنگره :
________________________________________
منبع:
اسفار الأنوار؛ اثر علامه میرحامدحسین (صاحب عبقات الأنوار)
در ضمن کتاب رحلات الکرام إلی بیت الله الحرام؛ اثر شیخ حسین واثقی؛ ج 1، ص 536 تا 539 – رحله 10
«رحلات الکرام الی بیت الله الحرام» در ۲ مجلد، دارای ۳۴ سفرنامه مکه به کوشش شیخ حسین واثقی به زبان عربی از قرن ۱۲ تا ۱۵ هجری قمری نوشته شده است.
مختصری در معرفی علّامه میرحامد حسین (صاحب عبقات الأنوار) رحمه الله